مع انتشار منصات المراهنات الرياضية عبر الإنترنت مثل 1XBET، يطرح الكثير من المسلمين سؤالاً جوهرياً حول الحكم الشرعي للمشاركة فيها والربح منها. للإجابة على هذا السؤال بوضوح، يجب أن نعود إلى أصول الشريعة الإسلامية وموقفها من المعاملات المالية القائمة على الحظ والمخاطرة. والخلاصة المباشرة التي أجمع عليها الفقهاء والمؤسسات الإسلامية المعتبرة هي أن استخدام منصة 1XBET وكل ما شابهها من منصات المراهنات هو حرامٌ قطعاً.
ما هي طبيعة عمل منصة 1XBET؟
منصة 1XBET هي موقع إلكتروني وتطبيق يتيح للمستخدمين المراهنة بأموال حقيقية على نتائج الأحداث الرياضية المختلفة (مثل مباريات كرة القدم، السلة، التنس) وغيرها من الأحداث العالمية. يقوم المستخدم بوضع مبلغ من المال (رهان) على نتيجة معينة يتوقعها، فإذا صحت توقعاته، فإنه يربح مبلغاً أكبر من رهانه، وإذا أخطأ، فإنه يخسر مبلغ الرهان بالكامل.
التحليل الشرعي: لماذا تعتبر 1XBET حراماً؟
الحكم بالتحريم لا يأتي من فراغ، بل يستند إلى قواعد وأدلة واضحة في الشريعة الإسلامية، وأهمها أن نشاط المنصة يندرج بشكل صريح تحت “الميسر” أو “القمار” الذي حرمه الله تعالى تحريماً قاطعاً.
الدليل القاطع من القرآن الكريم
إن أوضح دليل على تحريم هذا النوع من المعاملات هو قول الله تعالى في سورة المائدة، الآية 90: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” في هذه الآية الكريمة، جمع الله تعالى بين “الميسر” (وهو القمار بكل أشكاله) وبين الخمر وعبادة الأصنام، ووصفها جميعاً بأنها “رجس من عمل الشيطان”، ثم جاء الأمر الإلهي صريحاً وقاطعاً: “فَاجْتَنِبُوهُ”. والاجتناب هو أبلغ درجات التحريم، أي الابتعاد عنه تماماً وعدم القرب منه.
انطباق تعريف “الميسر” على 1XBET
“الميسر” أو “القمار” شرعاً هو كل معاملة مالية يدخل فيها طرفان أو أكثر، بحيث يكون كل طرف فيها دائراً بين الغُنم (الربح) والغُرم (الخسارة)، دون وجود عمل حقيقي أو تجارة مشروعة. وهذا هو بالضبط ما يحدث في 1XBET:
- دفع المال للمخاطرة: أنت تدفع مالاً لا ثمناً لسلعة أو خدمة، بل كرهان.
- النتيجة غير مؤكدة: يعتمد الربح أو الخسارة بشكل كامل على نتيجة مستقبلية غير مؤكدة (نتيجة المباراة).
- أكل أموال الناس بالباطل: الرابح يأخذ مال الخاسر دون وجه حق، ودون أن يقدم له أي منفعة حقيقية مقابلة. وهذا ما نهى عنه القرآن: “وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ”.
الحكمة من تحريم الميسر (القمار)
لم تحرم الشريعة الإسلامية أمراً إلا لما فيه من مفاسد وأضرار على الفرد والمجتمع. وقد أوضحت الآية التالية (المائدة: 91) بعض هذه الحكم: “إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ” من هذه الآية نستنتج الأضرار التالية للمراهنات:
- تُورث العداوة والبغضاء: يخلق القمار حقداً وضغينة بين الرابح والخاسر.
- تصد عن ذكر الله وعن الصلاة: ينغمس المشارك فيها في التفكير واللهفة لمتابعة النتائج، مما يلهيه عن واجباته الدينية وحياته الطبيعية.
- تُدمر الاقتصاد: القمار ليس نشاطاً إنتاجياً، بل هو مجرد تدوير للمال بين الناس دون خلق أي قيمة حقيقية، ويؤدي إلى إدمان وخراب مالي للأفراد والأسر.
- الكسب غير المشروع: يعتمد على الحظ والصدفة بدلاً من العمل والجهد الذي حثت عليه الشريعة.
هل هناك مسابقات حلال؟
نعم، هناك مسابقات وجوائز أباحتها الشريعة، ولكن لها ضوابط تختلف كلياً عن القمار. فالجوائز تكون حلالاً إذا كانت في مسابقات تهدف إلى التدريب على أمور نافعة كالسباق بالخيل أو الإبل أو الرماية، أو في المسابقات العلمية والثقافية، بشرط أن تكون الجائزة من طرف ثالث (راعي المسابقة) وليس من أموال المشاركين أنفسهم. أما إذا دفع كل مشارك مبلغاً، والفائز يأخذ مجموع المبالغ، فهذا هو القمار المحرم بعينه.
الخلاصة: بناءً على الأدلة القاطعة من القرآن الكريم، وإجماع الفقهاء قديماً وحديثاً، فإن التعامل مع منصة 1XBET وكل منصات المراهنات المشابهة حرامٌ شرعاً. والأموال المكتسبة منها هي مال حرام لا يحل للمسلم الانتفاع به، والمشاركة فيها هي وقوع في كبيرة من الكبائر التي أمر الله باجتنابها.