المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في العوالم الافتراضية ومنصات التواصل الاجتماعي تتمثل أساسًا في قدرته على التأثير على الرأي العام ونشر المعلومات المضللة. هذه المخاطر ليست نظرية فقط، بل لها أمثلة واقعية عديدة توضح تأثيراتها العميقة على المجتمع.
التأثير على الرأي العام
الذكاء الاصطناعي قادر على تحليل كميات هائلة من البيانات لفهم تفضيلات وسلوكيات المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي. بناءً على هذه المعلومات، يمكن للخوارزميات تقديم محتوى مُصمم خصيصًا لجذب انتباه المستخدمين وتشجيع التفاعل، مما يؤدي إلى قضاء وقت أطول على هذه المنصات. هذا التخصيص المفرط يمكن أن يؤدي إلى تكوين فقاعات معلوماتية، حيث يتم عزل المستخدمين داخل صدى من الآراء والمعتقدات المشابهة لآرائهم، مما يقلل من التعرض لوجهات نظر متنوعة ويمكن أن يؤدي إلى التطرف في الآراء.
انتشار المعلومات المضللة
الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه لإنتاج ونشر “الأخبار الكاذبة” بكفاءة عالية، مستهدفًا جماعات محددة من الناس بمعلومات مضللة أو مزيفة لتشكيل الرأي العام أو التأثير على الانتخابات. مثال واقعي على هذا النوع من التأثير هو الدور الذي لعبته الحملات المعلوماتية المضللة في عدة انتخابات حول العالم، حيث تم استخدام منصات التواصل الاجتماعي لنشر محتوى مصمم للتأثير على الناخبين بطرق غير أخلاقية.
أمثلة من الواقع
- الانتخابات الأمريكية 2016:
أحد أشهر الأمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي لتأثير الرأي العام هو التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، حيث استخدمت حملات معلوماتية موجهة لزيادة الانقسامات السياسية وتأثير الناخبين. - حملات التضليل حول كوفيد-19:
خلال جائحة كوفيد-19، انتشرت معلومات مضللة بشكل واسع حول الفيروس واللقاحات عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما أثر على الثقة العامة بالصحة العامة وجهود التطعيم. - حملات التضليل المناخي:
هناك أيضًا استخدام للذكاء الاصطناعي في نشر الشكوك حول تغير المناخ والأدلة العلمية المتعلقة به، بهدف التأثير على السياسات العامة والرأي العام تجاه الإجراءات البيئية.
الخلاصة :
من الواضح أن الذكاء الاصطناعي يحمل القدرة على إحداث تأثيرات عميقة ومتنوعة على المجتمع من خلال منصات التواصل الاجتماعي والعوالم الافتراضية. في حين أن هذه التكنولوجيا تقدم فرصًا هائلة للابتكار والتواصل، فإن استخدامها يتطلب رقابة وتوجيهًا لمنع الآثار السلبية مثل انتشار المعلومات المضللة والتأثير غير الأخلاقي على الرأي العام.