الميسر أو القمار من المحرمات الصريحة في الإسلام، حيث ورد النهي عنه في القرآن الكريم بشكل واضح. ولكن ما الحكمة من هذا التحريم؟ وما هي الأضرار التي قد تترتب على لعب القمار؟ في هذا المقال، سنستعرض الأسباب الدينية والاجتماعية والاقتصادية التي تجعل الميسر محرمًا في الإسلام، وفقًا للنصوص الشرعية والحقائق الواقعية.
حكمة تحريم الميسر في الإسلام
1. الميسر يولد العداوة والبغضاء
قال الله تعالى في كتابه العزيز:
“إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَٰوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ فِى ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ” (المائدة: 91).
الميسر يؤدي إلى العداوة بين الناس، حيث يشعر الخاسر بالضغينة تجاه الرابح، وقد يصل الأمر إلى النزاعات والخلافات العائلية والمجتمعية.
2. استنزاف المال بغير حق
القمار يعتمد على الحظ وليس على الجهد أو العمل، مما يجعل المال ينتقل من يد إلى أخرى بطريقة غير عادلة. وهذا يتنافى مع مبدأ الكسب المشروع في الإسلام، الذي يحث على العمل والاجتهاد للحصول على المال.
3. الإدمان وتأثيره السلبي على الفرد والمجتمع
أحد أخطر أضرار الميسر هو الإدمان، حيث يدخل الشخص في دوامة من المحاولات المستمرة لتعويض خسائره، مما قد يؤدي إلى الإفلاس والديون وتدمير حياته الاجتماعية والمهنية.
4. إشغال النفس عن العبادة والعمل الصالح
الميسر يبعد الإنسان عن ذكر الله والصلاة، كما ذكر في الآية الكريمة، حيث ينشغل القلب والعقل بتوقع الربح والخسارة، مما يقلل من التركيز على الأمور المهمة في الحياة.
5. تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة
- القمار قد يؤدي إلى انهيار الأسر بسبب الخسائر المالية الكبيرة.
- بعض الأشخاص قد يلجؤون إلى الاقتراض غير المشروع أو الاحتيال لتعويض خسائرهم.
- المجتمعات التي تنتشر فيها ظاهرة القمار تعاني من مشكلات أخلاقية واجتماعية متعددة.
الخاتمة
تحريم الميسر في الإسلام لم يكن مجرد أمر تعبدي، بل هو حماية للفرد والمجتمع من عواقب خطيرة. فالأضرار الناتجة عن القمار تشمل الجوانب النفسية، الاقتصادية، والاجتماعية، مما يثبت أن الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق الخير للبشرية. لذلك، يجب الابتعاد عن كل أشكال الميسر والبحث عن مصادر رزق مشروعة تحقق الاستقرار والسعادة في الحياة.
لمزيد من الفهم حول القيم الإسلامية والممارسات السليمة، تابع مقالاتنا واستفسر عبر صفحة الاتصال.